المرصد الدولي للإرهاب الذي يديره رونالد جاكار في باريس فتح لنا أرشيفه ووثائقه السرية بخصوص ترسانة حزب الله الصاورخية, وذلك لمحاولة رسم معالمها ورصد مختلف مكوناتها ومواصفات كل فئة من الصواريخ التي تحتويها.
التعليق الصوتي: "تنقسم هذه الترسانة إلى ثلاثة أصناف أولها القذائف الصاروخية أو ما يعرف عادةً باسم صواريخ الكاتيوشا, وأبرز ما يمتلكه حزب الله منها نوعان قذائف حاسب ويصل مداها إلى 8.5 كم وقذائف آراش ومداها 29 كم.
تأتي بعد ذلك الفئة الثانية وهي القذائف الصاروخية المتطورة والتي تعرف أيضاً باسم الجيل الثالث من الكاتيوشا ويمتلك منها حزب الله 4 أنواع، قذائف شاهين 2 ومداها 30 كم، قذائف إم 220 ومداها 30 كم، قذائف فجر 3 ومداها 43 كم، وقذائف فجر 5 ومداها 75 كم.
وتأتي بعدها الفئة الثالثة وهي الصواريخ متوسطة المدى وتُعد الأكثر سرية في هذه الترسانة، وذلك ما تكشفه هذه الوثيقة السرية الفرنسية التي تشير بأن حزب الله استلم حديثاً دفعةً هامةً من هذه الصواريخ المتطورة بحيث يمتلك منها الآن نوعين، صواريخ زلزال 2 ومداها 150 كم، صواريخ نازويت 10 ومداها 200 كم، لكن أياً من هذه الصواريخ المتطورة لم يستعمل خلال الحرب مع إسرائيل مما يطرح بشكل أكثر إلحاحاً مسألة مستقبل سلاح حزب الله وبالتالي مصير هذه الترسانة الصاروخية.
كرستيان هوش (مدير مجلة ماريان - باريس): في العادة عندما تقدم إسرائيل على حرب كهذه فإنها تحقق أهدافاً عسكرية, ولكن النتائج هنا غير مقنعة على الإطلاق، والأرجح الآن أن هدف إسرائيل هو دفع المنظومة الدولية إلى ممارسة ضغوط شديدة على إيران، وإن كنت لا أرى كيف يمكن فعل ذلك في ظل المعطيات الحالية من أجل التوصل إلى نزع سلاح حزب الله كما هو منصوص عليه في القرار الدولي الذي يبقى كما نراه دون أي مفعول ملموس, قد يكون هذا النوع من الضغوط الدولية كافياً لإقناع هذه الميليشيات التي هي الأخيرة من نوعها لوضع السلاح، لكنني صراحةً أتحفظ كثيراً على ذلك أن يتم نشر قوات دولية في لبنان بشكل يمكن توزيعه على الخريطة بين صيدا وصور والحدود الإسرائيلية، نعم وبعد سيؤدي ذلك إلى بعض التهدئة، ولكن ما لم يتم استئصال الورم المتعلق بسلاح حزب الله بشكل جذري فإن لبنان للأسف سيشهد المزيد من الأحداث التراجيدية المشابهة.
أنطوان صفير (مدير مجلة دفاتر الشرق باريس): هل يمكن استئصال هذا الورم بشكل نهائي؟ نعم بشرط أن يكون هناك قرار سياسي, فإذا تم التوصل إلى تسوية سياسية شاملة بخصوص الحدود السورية اللبنانية الإسرائيلية بما فيها مزارع شبعا, وإلى تسوية سياسية أيضاً بخصوص طبيعة العلاقات السورية اللبنانية, في هذه الحالة لن يعود بمقدور حزب الله أن يحتفظ بجناحه العسكري وسيتوجب عليه حتماً أن يتخلى عنه، وعندئذ فقط ستكون له مكانته الكاملة كقوة سياسية لبنانية.
كاظم جلالي (مقرر لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية - طهران): هذا الموضوع يعود للبنانيين أنفسهم، أما أن تتولى الدول الكبرى نزع سلاح حزب الله فهذا أمر سيء وهو نوع من التدخل في شؤون بلد مستقل، أما ما يقرره الشعب اللبناني فهو يعود له وحده، الأهم هو أن المشكلة ليست في حزب الله وسلاحه إنما في كيفية التعامل غير العادل بالنسبة للصهيونية وإسرائيل عبر العالم.
الجنرال بيار غالوا (قائد سلاح الطيران الفرنسي سابقاً): إن الهجوم هكذا على بلد مثل لبنان بدعوى تحطيم حزب سياسي يفتقد إلى أي منطق، والأصح أنه تم التهجم على لبنان لأنه لم يكن ممكناً لإسرائيل الهجوم على سوريا أو شن حرب تستهدف فقط أسلحة حزب الله المختلفة.
أمير العسكري (خبير في الشؤون الجيو استراتيجية): ردود الفعل الصهيونية كانت غير متوائمة مع العملية العسكرية، هناك عملية عسكرية قد نفذت في جنوب لبنان كالعادة وكالسنوات الماضية هناك عمليات تتم ويتم ردعها من قبل الجيش الصهيوني, لكن هذه المرة اتضح أن هناك مخطط مبيت للشعب اللبناني وللبنان وللمنطقة كلها, لذا عندما بدأت الحرب بدأت الأصوات تظهر والنوايا تظهر, عندما نادت السيدة رايس بإيجاد شرق أوسط جديد.
التعليق الصوتي: إذا لم يكن هدف هذه الحرب تحطيم حزب الله عسكرياً كما كان معلناً فما هي أهدافها الخفية إذن؟ هل تكون في التمهيد لبروز شرق أوسط جديد؟ وكيف ستكون انعكاسات ذلك على مستقبل الأوضاع في المنطقة وفي لبنان بداية؟
نعيم قاسم (نائب الأمين العام لحزب الله): ما دامت قوات اليونفيل ضمن إمرة الجيش اللبناني وليست مستقلة في قراراتها, وما دامت قوات اليونفيل تقوم بإجراء حماية لبنان من إسرائيل فهي قوات مرحب بها، نحن ننصح أن لا يحصل تورط في إعطاء اليونفيل ومجلس الأمن مجال للتدخل في السيادة اللبنانية لأن هذا الأمر سيحدث شرخاً كبيراً وله مخاطر.
التعليق الصوتي: على الطرف الآخر ما هي انعكاسات هذه الحرب في إسرائيل؟ وكيف سيؤثر سقوط أسطورة عدم قابلية الجيش الإسرائيلي للهزيمة في العقلية الأمنية للدولة العبرية؟ ألا يخشى أن تكون نتيجة هذه الهزة اللجوء إلى سلاح نووي في حال نشوب حرب إسرائيلية عربية قادمة؟
كاظم جلالي (مقرر لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية - طهران): الإسرائيليون هزموا بشكل فظيع ولم تكن إسرائيل تتصور أن تهزم أمام جماعة صغيرة، فإسرائيل لها انتصاراتها السابقة في ستة أو سبعة أيام, إلى حد أن الرؤساء العرب توصلوا إلى قناعة بأن إسرائيل لا تهزم، وبعد كل هذا ها هي إسرائيل تنهزم أمام جماعة صغيرة تسمى حزب الله.
كلود مونيكيه (مدير المركز الإستراتيجي الأوروبي للاستخبارات والأمن): أعتقد أن الإسرائيليين يتقنون فن الاستراتيجية بالقدر الكافي لمعرفة أن السلاح النووي هو سلاح الملاذ الأخير, وأن استعماله لا يتلائم إلا مع أنواع خاصة جداً من الحروب.
رولان جاكار (رئيس المرصد الدولي للإرهاب - باريس): نعم إنه سلاح الملاذ الأخير لكن إسرائيل يمكن أن تستعمله في حال تعرضها لحرب شاملة, ومثل هذه الحرب لا يمكن أن يقوم بها تنظيم مثل حزب الله لوحده، أما إذا تعاضدت عدة جيوش عربية قوية ضد إسرائيل بحيث تكون الأخيرة مهددة في وجودها, ففي هذه الحالة قد يذهب الدكتور فولامور إسرائيلي على طريقة شخصية ستانري كوبرك الشهيرة فيقرر الرد بهجمة نووية لكننا الآن بعيدون عن سيناريو مثل هذا.
كلود مونيكيه (مدير المركز الإستراتيجي الأوروبي للاستخبارات والأمن): لا أعتقد أن إسرائيل سترد على أية حرب تقليدية باللجوء إلى السلاح النووي, ولكن في المقابل من الوارد غداً إذا حصلت إيران على سلاح نووي أو إذا هاجمت إيران إسرائيل بأسلحة كيماوية فإن إسرائيل قد ترد نووياً، وأعتقد أن هذا هو الحد الأدنى لاستعمال السلاح النووي.
رولان جاكار (رئيس المرصد الدولي للإرهاب - باريس): بالضبط ولهذا السبب تعبّر إسرائيل عن مخاوف قصوى من بروز قوى نووية إيرانية, ففي اللحظة التي سيمتلك فيها بلد آخر من بلدان المنطقة السلاح النووي فإن المعطى سيتغير تماماً, وستكون هناك نظريتان إما نظرية الرد على عدم استعمال أي طرف للنووي, وإما المواجهة الشاملة بإقدام كلا الطرفين على ذلك، في كلتا الحالتين ستكون المواجهة هنا مواجهة ندية.