المدير: ميلاد البغدادي Admin
عدد المساهمات : 236 تاريخ التسجيل : 10/08/2010 العمر : 31 الموقع : العراق
| موضوع: الدبابة العراقية " أسد بابل " . الثلاثاء سبتمبر 21, 2010 12:56 am | |
| في البداية أحب أن أنوه أن هذا الموضوع قضيت في ترجمته وجمع المعلومات قرابة ساعتين لصالح ويكيبيديا ، فهي تعديل لمقالة ويكبيديا بالعربي التي كانت لا تحوي أكثر من سطرين : http://ar.wikipedia.org/w/index.php?...D9%84&stable=1أسد بابل هي نسخة عراقية للدبابة السوفييتية تي-٧٢ (T-72 ) ، كان يتم تجميعها في مصنع تم بنائه شمال [[بغداد]] في ثمانينات القرن المنصرم في قضاء التاجي في محافظة صلاح الدين .يعد هذا المشروع من أكبر مشاريع الحكومة العراقية البائدة لتطوير دبابة مقتدرة قوية بأيدي عراقية صرفة ، من العوامل التي دفعت العراق لنحو هذا المنحى في تطويره لدبابة عراقية محلية هو مقاطعة السلاح التي فرضتها الحكومات الغربية على العراق في سعيهم لإرغام صدام على بدء مفاوضات لإنهاء الحرب العراقية الإيرانية .
== تاريخ الإنتاج == تم الإعتماد في بناء هذه الدبابة على مصنع للحديد الصلب في التاجي كان قد بني بواسطة شركة من ألمانيا الغربية . المصنع كان يستفاد منه في كل من النواحي العسكرية والمدنية حيث كان يتم صيانة و إعادة بناء الدبابات الأولى الموجودة لدى الجيش العراقي مثل الدبابة تي-٥٤ و تي-٥٥ و كذلك تي-٦٢ . لكن إنتاج دبابات أسد بابل لم يبدأ حتى عام ١٩٨٩ م حيث تطلب توقيع عقد مع شركة بولندية بتوفير بعض القطع الضرورية للتجميع لكن هذه الجهود تم تحجيمها بشكل كبير يوم أن غزا صدام الكويت عام ١٩٩٠ م حيث أصدرت الأمم المتحدة قرارا ً بقطع بيع السلاح للعراق مما أدى إلي إستحالة إدخال هذه القطع لدبابات الجيش العراقي بشكل قانوني .
== مواصفات أسد بابل == في أغلب الجوانب ، نستطيع أن نقول أن أسد بابل تطابق في مظهرها النموذج المبسط من الدبابة الروسية تي-٧٢ ( T-72 M ) . لكن الدبابة العراقية تحتلف بعض الشيئ ، حيث تم تحديث الـ تي-٧٢ و إضافة مميزات أخرى مثل المنظار الليزري ( Laser rangefinder ) الذي يحدد مسافة الأجسام البعيدة بإستخدام الليزر حيث تمت إضافته للمدفع الرئيسي للدبابة وتم كذلك تحسين تدريع الدبابة بشكل أكبر . الجدير بالذكر أن بعض المصادر تذكر أن المخابرات الأمريكية كانت تعتقد في وجود منظار حراري بلجيكي الصنع للدبابة و نفس المصادر تذكر كذلك أنه تم تحسين قدرة الدبابة في محو أثر الجنازير من علي الرمل و الطين مما جعلها تتفوق على الدبابة T-72الأصلية المستخدمة في الجيش الروسي .
== أداء أسد بابل في الميدان == هناك إعتقاد شائع إن أسد بابل هي أكثر الدبابات إستخداما ً في الجيش العراقي خلال حرب الخليج عام ١٩٩١م ، لكن الحقيقة أن هذا اللقب يعود للدبابات الصينية نوع ٦٩ ( Type 69) المصنوعة في الصين و المعدلة في العراق . على عكس الحرس الجمهوري حيث كانت جميع دباباته دبابات مصنوعة في العراق من نوع أسد بابل .
=== عملية عاصفة الصحراء ( ١٩٩٠ م ) === بدأ الهجوم الأرضي في فبراير ٢٤ من عام ١٩٩١ و أستمر حتى فبراير ٢٧ عندما أعلن بوش الأب وقف إطلاق النار الأحادي بعدما أخرجت جميع وحدات الجيش العراقي . كانت مشاركة أسد بابل في معظمها مع الحرس الجمهوري و تحديدا ً في الفرقة المسماة " توكلنا " في اليوم الثالث من العملية . الفرقة تم إنهائها بهجوم مشترك في وقت واحد لأكثر من فرقة ميكانيكة أمريكية .
==== في مواجهة الأبرامز الأمريكية ==== إذا أخذنا في الحسبان أن تقنية دبابة أسد بابل تتأخر عن دبابة الأبراماز (M1 Abrams ) بقرابة الخمس عشرة سنة ، فإنه من الطبيعي في حين المواجهة أن يلعب هذا التفوق التقني لعبته لصالح الأبراماز وهذا ما حصل في معظم المواجهات حيث تكبدت الدبابات خسائر كبيرة . لكن مع هذا كله فإن بعض المصادر الأمريكية تؤكد تدمير دبابتين من نوع أبراماز بواسطة أسد بابل ، حيث يذكر الجنرال روبرت سكيلز ( Robert Scales ) إلتحاما ً عراقيا ً أمريكيا ً دمرت فيه دبابتين أمريكيتين بواسطة مدافع أسد بابل ( ١٢٥ مم ) . الإلتحام حدث في السادس و العشرين من فبراير من عام ١٩٩١ بين فرقة " توكلنا" من الحرس الجمهوري و الفرقة الأمريكية ( Tf 1-37th armor ) من الفرقة المدرعة الأمريكية الأولى ( US 1st Armored Division ) حيث تمت إصابة دبابتين من نوع أبراماز من الخلف حسب المصدر الأمريكي .
==== في مواجهة مدرعة البرادلي الأمريكية ==== حسب المصادر الأمريكية ، تفخر دبابة أسد بابل بتدمير ثلاث مدرعات إمريكية من نوع برادلي إم ٢ ( M2 Bradley ) و إعطاب عدة مدرعات أخرى من نفس النوع خلال عملية عاصفة الصحراء جميعها كانت في فبراير ٢٦ من عام ١٩٩١ م . أغلب هذه الإصابات هي نتيجة لطبيعة إستخدام مدرعات البرادلي ، حيث تستخدم للإستطلاع و ترسل قريب جدا ً من خطوط العدو و غالبا ً ما تقابل بترحيب حار من مدافع أسد بابل كما حدث في الثلاث مدرعات السالف ذكرها . لكن في بعض الأحيان تكون البرادلي في مسافة قريبة جدا ً من الدبابة العراقية مما يسمح لها بإطلاق قذائفها المميتة من نوع " بي جي إم -٧١ تو " ( BGM-71 TOW) حيث فقدت عدة دبابات من نوع أسد بابل بهذه الطريقة .
=== غزو العراق ( ٢٠٠٣ م ) === في الغزو الأمريكي للعراق كانت معظم دبابات أسد بابل بحوزة فرقة " المدينة " من الحرس الجمهوري حيث تم نشرها حول بغداد لحماية المدينة . منذ أن بدأت الحرب و تقدم الإمريكيون نحو بغداد بدأت عمليات الدفاع و المقاومة و كانت معظمها بواسطة و حدات مختلفة من الجيش النظامي و مسلحة بدبابات صينية من نوع ٦٩ ( Type 69) و دبابات من نوع تي-٦٢ . خلال تقدم القوات الأمريكية نحو بغداد تمت إصابة مدرعة أمريكية من نوع برادلي بواسطة مدفع ١٢٥ مم قرب مطار بغداد . بعض المصادر الأخرى تشكك في الوراية السابقة و تؤكد إصابة البرادلي بواسطة دبابة من نوع ٦٩ ( Type 69) معدلة من قبل العراقيين و مجهزة بمدفع ٥٧ مم لكن قوة و كثافة النار لهذا المدفع ( المخصص أصلا ً لإسقاط الطائرات ) تجعل من هذه النظرية مستحيلة فرضيا ً خصوصا ً أن البرادلي تلقت طلقتين الأولى أصابت البرادلي في مقتل و الثانية خطفت مركبة مرافقة للبرادلي .
في فصول الحرب الأخيرة و في تمهيد للدخول الأمريكي ، أسد بابل كانت الهدف الأول لطائرات الأباتشي الأمريكية في محاولة لكسر قوة الفرقة " المدينة " . لكن و خلال أحد هذه العمليات الجوي تم إسقاط إحدى مروحيات الأباتشي التابعة للواء الجوي الحادي عشر خلال مهمة لها قرب كربلاء . وقعت الحادثة في الخامس و العشرين من مارس ، حيث وقعت الأباتشي وسط كمين أعدته وحدة من الحرس الجمهوري بدبابات أسد بابل وبعض الأنظمة المضادة للطائرات بالإضافة إلى رجل مسلح ببندقية كلاشنكوف AK-47 إذ تمت مفاجأة ٣٤ مروحية أمريكية بهجوم ناري قوي من مدافع دبابات و أنظمة مضادة للطائرات . حسب المصادر العراقية ، المروحية تم إسقاطها بواسطة أحد الفلاحين مستخدما ً رشاش كلاشنكوف حيث أشتهر الرجل المعروف بأبي منقاش في وسائل الإعلام و في العالم العربي و أصبح بطلا ً لرجل الشارع العراقي و العربي . لكن في الجهة الأخرى ، ترجح المصادر الأمريكية إسقاطها برشاش ٢٣ مم . قائدا الأباتشي تم القبض عليهما بواسطة العراقيين و لم ينج من الطائرات الـ ٣٤ إلا سبع طائرات فقط ، البقية ( ماعدى الواحدة التي أسقطت ) تعرضت لأعطاب كبيرة و تم إخراجها من الخدمة . يعد هدا الكمين آخر إنتصار للدبابة العراقية أسد بابل .
=== الخلاصة === بإمكاننا أن نقول أن أكثر ما أضر هذه الدبابة هو عملية تفكير القادة العراقيين ، حيث أن معظم هذه الدبابات إستخدمت ضد قوات التحالف الغازية كمدافع فقط ، بمعنى أن الدبابة تترس في مكان ما و تطلق تجاه إحداثيات معينة . لم تستخدم الدبابة كعربة مسلحة للمناورة و الإلتفاف و هذا مرده إلى الحرب العراقية الإيرانية و طبيعتها حيث طبعت عقلية تفكير القادة العراقيين على طرق و خطط معينة تم تطبيقها ضد الجيش الأمريكي مما أدى إلى فشل ذريع حيث يتمتع الجيش الإمريكي ( عكس الإيراني ) بقوة جوية طاغية و قذائف موجهة متقدمة مما يجعل عملية الإطلاق هذه على أهداف بعيدة و غير معروف مكانها بدقة إضاعة للوقت و الجهد فسرعان ما يتم تحديد مكان إطلاق النار و يتم تدميره بواسطة المروحيات أو المدرعات الأخرى . يرى بعض المؤرخين أن دبابات أسد بابل التي تعد العمود الفقري للحرس الجمهوري العراقي كان لها الفضل الأكبر بعد الله في إبقاء صدام في الحكم لمدة ١٢ عاما ً بعد غزو الكويت ، حيث تولى الحرس الجمهوري عملية إخماد الثورة الشيعة في الجنوب و ثورة الكرد في الشمال و حماية صدام ضد الإنقلابات من الجيش .
== مصير أسد بابل == يعتقد بأن بعض الدبابات التي نجت الحرب و في حالة سليمة تستخدم مع الجيش العراقي الجديد ، لكن من المعلوم كذلك أن الحكومة الجديدة طلبت مجموعة دبابات مستخدمة من نوع تي-٧٢ (T-72) المشابهة لأسد بابل من هنغاريا . فلا يعرف ما إذا كانت الحكومة الجديدة سوف تعيد البرنامج أم لا خصوصا ً أن مقر الجيش الجديدة يقع في التاجي ! . | |
|