يعتبر صاروخ "غراد" (BM-21) من أكثر الصواريخ المستخدمة عسكريا في الحروب والنزاعات الإقليمية،
نظرا لمداه القصير ولفعاليته التدميرية، وخاصة لسعره غير المرتفع، مقارنة بالأسلحة المتطورة الأخرى التي تواجهه.
ويشتق صاروخ "غراد" من التطوير المتواصل الذي جرى على صاروخ "كاتيوشا" الشهير والذي ينطلق من على منصة تحمل أربعين أستونا، وهي المنصة الشهيرة بإسم "أرغن ستالين" والمحمولة على عربة خاصة مدرعة (مجهزة بزجاج واق من الدخان الكثيف الذي ينبعث من غبار الطرقات والصحارى ومن دخان دوي إنفجار الصواريخ عند إطلاقها)، والتي تملكها بعض الجيوش والمنظمات العسكرية العربية.
ولد أول صاروخ "غراد" في العام 1963 وجرى توزيعه على دول أعضاء حلف وارسو وعلى حوالي خمسين دولة أخرى، كما منحت بعض الدول، ومنها تشيكوسلوفاكيا السابقة ومصر، إمتياز تصنيعه على أراضيها.
ويعتبر صاروخ "غراد" نسخة متطورة عن صاروخ "كاتيوشا"، وهو مصنف في دائرة صواريخ أرض-أرض ويستمد ميكانيكية عمله من أول صاروخ ألقته ألمانيا على المدن البريطانية في الحرب العالمية الثانية(v-2) . ووصل مدى صاروخ "غراد" بعد التطوير الأول إلى حدود 20 كيلومترا، كما أجريت تحسينات على فعالية قدرته التدميرية على الرغم من حجم عياره الصغير. وأبرز التطويرات التي أجريت طالت أسطوانة الإنطلاق التي حفرت بشكل حلزوني كي تزيد من سرعته ودقة إصابته للهدف كما طالت أيضا المزيج المتفجر بأنواع مختلفة، بما فيها متفجرات كيميائية وجرثومية ونابالم.
وعلى الرغم من التطوير السريع على صواريخ "غراد"، والذي أجرته جيوش عديدة تملكها، إلا أنه يعتبر بنظر الخبراء العسكريين، سلاحا مشكوكا بقدرته على إصابة الأهداف، لكن العدد الكبير من الصواريخ المنطلقة من "أرغن ستالين" تبقى قادرة على تغطية مساحة واسعة من التدمير. والمعروف أن "أرغن ستالين" يطلق أربعين صاروخا من عيار 122 ملم (عشرة صواريخ في كل مرتبة) وبواسطة الرشق السريع في خلال دقيقة واحدة مما يجعل الهدف المطلوب تحت رحمة الصواريخ المنطلقة "خبط عشواء" لتغطية محيط جغرافي محدد.
وتبلغ حمولة منصة الإطلاق مع الصواريخ 13,7 طنا يخدمها من خمسة إلى سبعة عناصر، أما عملية الإطلاق فتتم من مسافة 60 مترا بواسطة كابل تفجير خاص
غراد ينطلق من غزة
أكدت المقاومه الفلسطينيه" أن دخول صواريخ الغراد إلى منظومة الصواريخ المصنعه محليا مثل القسام وصمود وقدس لمقاومة الاحتلال الصهيوني هي نقلة نوعية وهامة في مسيرة المقاومة الفلسطينية عموماً .
وأضافت المقاومه ان الصواريخ كان لها وقع كبير على الصهاينة سواء على مستوى الجمهور المضطرب أو على مستوى القيادة العسكرية والسياسية والأمنية.
" كل تقارير الاستخبارات الصهيونية قبل الحرب كانت تضع حد أقصى لصواريخ المقاومه بمسافة 25 كيلو متر على أبعد تقدير، ولكنهم فوجئوا بأنها تخطت حاجز الأربعين كيلومتراً، وهذا التطور انعكس على الصهاينة على شكل حالة رعب وهلع شديد، بحيث تعطلت الحياة في نطاق 60 كيلومتراً من قطاع غزة خوفاً من هذه الصواريخ.
أن هذه الصواريخ أثبتت أن المقاومة الفلسطينية تمتلك وسائل تردع العدو الصهيوني وتردّ على جرائمه بشكل لم يسبق له مثيل، وأثبتت أن صمود المقاومة وتضحياتها وصبرها مكّنها من إدخال إضافة نوعية على ساحة الصراع مع الصهاينة.
مواصفات الصاروخوصاروخ الغراد هو نوع من أنواع المدفعية الصاروخية، وهو عبارة عن ماسورة ملساء بطول من 180سم -240 سم، ويوضع فيها الصاروخ الذي يتكون من 3 أجزاء الرأس ويبلغ وزنها من 25 - 30 كجم، والجسم وهو المسئول عن توجيه الصاروخ، والقاعدة وهى مروحة لدفع الصاروخ، وأحياناً ما يركب بها موتور دافع لزيادة المدى، ويكون عيار هذه الصواريخ أي قطر الماسورة من الداخل من 122- 230 مم حسب النوع، ويبلغ طول الصاروخ 3 م ويبلغ وزنه 77 كغم.
وتستخدم هذه الصواريخ أما منفردة أو بصورة مجتمعة كالمثبتة على عربات متحركة وتسمى باللغة العسكرية (صليات) ويصل مدى هذه الصواريخ من 18 - 25 كم، وذلك حسب العيار المستخدم، ويؤثر الرأس المدمرة على مساحة من الأرض من 25-50 م مربع وذلك أيضاً حسب وزن الرأس المتفجر، وينفجر الصاروخ بمجرد اصطدامه بالهدف.
وقد طورت كتائب القسام هذا الصاروخ وذلك بتغيير الحشوة الدافعة فيه ليصل مدى الصاروخ إلى (40) كم.
تكبير الصورةتصغير الصورة تم تعديل ابعاد هذه الصورة. انقر هنا لمعاينتها بأبعادها الأصلية.
تكبير الصورةتصغير الصورة تم تعديل ابعاد هذه الصورة. انقر هنا لمعاينتها بأبعادها الأصلية.