الصاروخ الجديد أكثر سرعة وأكثر فتكاً ويصعب رصده«ياخونت» الروسي يرعب قادة البحرية الإسرائيلية وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك يتحدث الى رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين خلال زيارته الاخيرة لموسكو. (أ.ب)
الرياض - عبدالعزيز المزيني:
ذكرت صحيفة «إسرائيل اليوم» أن حالة من الغضب تسود الوسط السياسي في اسرائيل عقب صفقة الأسلحة بين روسيا وسورية. وكانت اسرائيل أصدرت رداً رسمياً على هذه الخطوة الا أن عدداً من المصادر السياسية أعرب أمس عن أسف وغضب شديدين حيال هذه الخطوة من جانب روسيا، ووصل الأمر بهؤلاء السياسيين الى اتهام موسكو بخلخلة «ميزان القوى في المنطقة». وأشارت الصحيفة الى أن اسرائيل تستعد للاحتجاج رسمياً على روسيا.
وقالت الصحيفة إن المسؤولين السياسيين والأمنيين الاسرائيليين حاولوا لأشهر طويلة إفشال صفقة بيع صواريخ متقدمة من طراز (بي 800) والمعروفة أيضاً باسم «ياخونت» لسورية. وكان وزير الدفاع ايهود باراك قام بزيارة هذا الشهر لروسيا التقى خلالها عدداً من المسؤولين الروس وحاول إقناعهم بإلغاء الصفقة. غير أن روسيا فضلت تجاهل المطالب الاسرائيلية لقناعتهم بأن هذه الأسلحة لن تصل في نهاية الأمر الى «حزب الله». وقال مصدر سياسي «روسيا ليست من الدول الراعية لنا ، كما أن لها مصالحها الخاصة التي تحرص عليها وتتصرف بموجبها ، وقد أعربت اسرائيل عن قلقها العميق من هذه الصفقة الا أن الروس أتموها».
وقالت «إسرائيل اليوم» إن وزير الدفاع الروسي أناتولي سرديكوف أقر خلال زيارته لواشنطن نهاية الأسبوع الماضي بأن بلاده تنوي تزويد سورية بصواريخ متقدمة، وذلك بحسب الاتفاقية الموقعة بين البلدين قبل عامين. وأوضح سرديكوف أنه على رغم المعارضة الإسرائيلية والأميركية للصفقة، إلا أن روسيا لا تتوقع أن تصل الصواريخ الى وجهة خاطئة.
صورة للصاروخ الروسي كما نشرتها صحيفة «إسرائيل اليوم». الرياض
وأكدت الصحيفة الإسرائيلية أن هذه الصواريخ ستكسر الميزان العسكري لأن صواريخ (بي 800) ذات تقنية عالية وتستخدم ضد السفن ويمكن إطلاقها من كل اتجاه ، سواءً من السفن في البحر ومن الجو ومن البر ، وحتى يمكن إطلاقها من الغواصات. وتتميز هذه الصواريخ بدقتها العالية وسرعتها التي تتجاوز سرعة الصوت. ويبلغ مدى هذه الصواريخ حوالي 300 كيلومتر وتستطيع حمل رأس متفجر يزن 300 كيلوغرام. ومن بين أهم مزايا هذه الصواريخ هي قدرتها على الطيران على مسافة أمتار معدودة من سطح البحر ومن سطح اليابسة ، وهذه الميزة تجعل من الصعب جداً رصده بالرادار ومن ثم اعتراضه.
ونقلت «إسرائيل اليوم» عن مصادر مختلفة قولهم إن هذه الصواريخ بقدراتها هذه تكسر الميزان العسكري في المنطقة. وأعرب مسؤولون أمنيون إسرائيليون أمس عن قلقهم العميق لتزويد سورية بمثل هذا السلاح، وأكدوا أنهم عاكفون هذه الأيام على إيجاد حل عملي لمواجهة هذه الصواريخ. وقال مسؤول عسكري رفيع في الجيش للصحيفة «إن هذا الصاروخ يعتبر مشكلة كبيرة للبحرية الإسرائيلية، وهو يضعنا أمام تحديات لم نضطر في السابق الى مواجهتها» وأضاف المسؤول العسكري انه «على رغم التحديات التي طرأت علينا في هذه المرحلة، الا أننا سنجد طريقة لمواجهتها، وفي نهاية الامر لا يمكننا منع روسيا من بيع أسلحة لسورية».
وتابع المسؤول العسكري يقول إن التقديرات الاولية تقول إن هذه الاسلحة لن تصل لأيدي «حزب الله» ، غير أن هذا لا يمنع وصولها مستقبلاً ، زاعماً ان «التجارب السابقة تؤكد أن كل ما يصل لسورية سيجد طريقه الى حزب الله».